.وَأَما حديث أَنَسٍ:
- فَأَنبَأَنا زاهِرُ بن طاهِرٍ، قال: أَنبأنا أَبُو بَكرٍ البَيهَقِيُّ، قال: حَدَّثنا أَبُو عَبدِ الله مُحَمد بن عَبدِ الله الحاكِمُ، قال: أَخبَرَنِي بَكرُ بن مُحَمد بنِ حَمدانَ، قال: حَدَّثنا عُبَيدُ الله بن عَبدِ الله النَّيسابُورِيُّ، قال: حَدَّثنا عَبد الوَهابِ بن الضَّحاكِ، قال: حَدَّثنا بَقِيَّةُ بن الوَلِيدِ، قال: حَدَّثنا سَعِيدُ بن عِمارَةَ، عَن الحارِثِ بنِ النُّعمانِ ابنِ أُختِ سَعِيدِ بنِ جُبَيرٍ، قال: سَمِعتُ أَنَسَ بنَ مالِكٍ، عَن رَسُولِ الله صَلى الله عَليه وسَلمَ قال:
«سَعَةٌ فِي الرِّزقِ مَكِيدَةٌ لِلشَّيطانِ، الوُضُوءُ قَبلَ الطَّعامِ وبَعدَهُ».
.وَأَما حديث سَلمانَ:
- أَخبرنا مُحَمد بن عَبدِ المَلِك، قال: أَخبرنا ابن مَسعَدَةَ، قال: أَخبرنا حَمزَةُ بن يُوسُفَ، قال: أَخبرنا ابن عَدِيٍّ، قال: حَدَّثنا مُحَمد بن الحَسَنِ بنِ قُتَيبة، قال: حَدَّثنا مُحَمد بن عُبَيدٍ الغُذِّيُّ، قال: حَدَّثنا هاشِمُ بن أَبِي بَكرٍ الكُوفِيُّ، قال: حَدَّثنا قَيسُ بن الرَّبيع، عَن أَبِي هاشِمٍ، عَن زاذانَ، عَن سَلمانَ، عَن النَّبِيِّ صَلى الله عَليه وسَلمَ قال:
«بَرَكَةُ الطَّعامِ الوُضُوءُ قَبلَهُ وبَعدَهُ».
قال المُؤَلِّفُ: هَذِهِ الأحاديث لا تصح.
أما الأول:
ففيه: عِيسَى بن عَبد الله.
قال ابن حِبَّان: يروي عن أَبِيه، عن آبائه أشياء موضوعة.
وفيه: إِسحاق الفروي.
قال أَحمَد: لا يحل عندي الرواية عَنهُ.
وقال يَحيَى: ليس بِشيءٍ كذاب.
وقال الفلاس، والدارقطني: متروك الحديث.
وأما حديث أَنَس:
ففيه: عَبد الوهاب بن الضحاك.
قال أَبُو حاتِمٍ الرازي: كان يكذب.
وقال العقيلي: متروك الحديث.
وأما الثالث:
فقال أَحمَد بن حنبل: هو حديث منكر ما حدث به غير قَيس، وكان قَيس كثير الخطأ فِي الحديث.
وقال يَحيَى: ليس بِشيءٍ لاَ يُكتَبُ حديثهُ، وكان الثوري يكره غسل اليد عند الطعام لأنه من دأب الأعاجم.
.حديث في الأكل بثلاث أصابع:
- أَنبَأَنا الحَرِيرِيُّ، قال: أَنبَأَنا العُشارِيُّ، قال: حَدَّثنا الدارقُطني، قال: حَدَّثنا عَبد الله بن الهَيثَمِ بنِ خالِدٍ، قال: حَدَّثنا الحَكَمُ بن عَمرٍو الأَنماطِيُّ، قال: حَدَّثنا يُونُسُ بن أَيُّوبَ العَسقَلانِيُّ، قال: حَدَّثنا رِشدِينُ، قال: حَدَّثَنِي أَبُو عَبدِ الله المَكِّيُّ، عَن ابنِ جُرَيجٍ، عَن عَطاءٍ، عَن ابنِ عَباسٍ، قال: قال رَسول الله صلى الله عليه وسلم:
«لا تَأكُل بِأُصبُعٍ واحِدٍ، فَإِنَّهُ أَكلُ المُلُوكِ، ولا تَأكُل بِأُصبُعَينِ، فَإِنَّهُ أَكلُ الشَّيطانِ، وكُل بِثَلاثِ أَصابِعَ، فَإِنَّهُ السُّنَّةُ».
قال المُؤَلِّفُ: تفرد به رِشْدِين بن سعد.
قال يَحيَى: ليس بِشيءٍ.
وقال أَبُو حاتم الرازي: منكر الحديث وفيه غفلة يحدث بالمناكير عن الثقات.
.حديث في الأكل متكئا:
- رَوَى الواقِدِيُّ، عَن هِشامِ بنِ عاصِمٍ الأَسلَمِيِّ، عَن عَبدِ الله بنِ سَعدٍ، عَن أَبِيه، قال:
«رَأَيتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَأكُلُ مُتَّكِئًا».
قال المُؤَلِّفُ: وهذا لا يصح، والواقدي متروك الحديث، وفِي الصحيح أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال:
«لا آكل متكئًا».
.حديث في الائتدام:
- أَخبرنا القَزازُ، قال: أَخبرنا أَحمد بن عَلِي، قال: أَخبرنا البَرقانِيُّ، قال: أَخبرنا الحَسن بن مُوسَى الدَّيلَمِيُّ، قال: حَدَّثَنِي الحَسن بن سَعِيدِ بنِ الفَضلِ، قال: حَدَّثنا أَحمد بن حَمدُونَ المَوصِلِيُّ، قال: حَدَّثنا غُزَيلُ بن سِنانٍ المَوصِلِيُّ، قال: حَدَّثنا عَفِيفُ بن سالِمٍ، قال: حَدَّثنا سُفيان الثَّورِيُّ، عَن لَيثٍ، عَن طاوُوسٍ، عَن عَبدِ الله بنِ عَمرٍو، قال: قال رَسول الله صلى الله عليه وسلم:
«ائتَدِمُوا ولَو بِالماءِ».
قال:
- وحدثنا عَفِيفٌ، عَن مُحَمد بنِ عُبَيد الله العَرزَمِيِّ، عَن عَمرِو بنِ شُعَيبٍ، عَن أَبِيه، عَن جَدِّهِ، عَن النَّبِيِّ صَلى الله عَليه وسَلمَ نَحوِهِ.
قال المُؤَلِّفُ: هَذا حديث لاَ يَصِحُّ، أما غزيل فرجل مجهول، والعَرزَمِيّ فَلَيس بشَيءٍ، قال أَحمَد: ترك الناس حديثه.
.حديث في السفرجل:
- أَخبرنا عَبد الأَوَّلِ بن عِيسَى، قال: أَخبرنا مُحَمد بن الحَسَنِ الفَصَلُونِيُّ، قال: أَخبرنا أَبُو حامِدٍ أَحمد بن مُحَمد الهَرَوِيُّ، قال: أَخبرنا المُقَلَّبُ بن يُوسُفَ، قال: حَدَّثنا عُثمانُ بن سَعِيدٍ الدارِمِيُّ، وأَخبرنا المُبارَكُ بن الصَّيرَفِيُّ، قال: أَخبرنا عَلِيُّ بن مُحَمد بنِ العَلانِ، قال: أَخبرنا عَلِيُّ بن أَحمد بنِ عُمر الحَمامِيُّ، قال: حَدَّثنا مُحَمد بن عَبدِ الله الشافِعِيُّ، قال: حَدَّثنا إِسحاقُ بن إِبراهِيم بنِ سِنِينَ، قالاَ: حَدَّثنا سُليمان بن أَيُّوبَ مِن ولَدِ طَلحَةِ بنِ عُبَيد الله، عَن طَلحَةَ، قال:
«أَتَيتُ النَّبِيَّ صَلى الله عَليه وسَلمَ وهو فِي جَماعَةٍ مِن أَصحابه بِيَدِهِ سَفَرجَلٌ يُقَلِّبُها، فَلَما جَلَستُ إِلَيهِ دَحَى بِها نَحوِي، ثُمَّ قال: دُونَكَها أَبا مُحَمد، فَإِنَّهُ يَشُدُّ القَلبَ، ويُطَيِّبُ النَّفسَ، ويَذهَبُ بِطَخاءِ الصَّدرِ».
طريق آخر.
- روى أَبُو يوسف يعقوب بن القاسم، قال: حَدَّثنا عبد الله بن كثير، قال: حَدَّثنا عبد الملك بن يحيى بن عباد، عن عبد الله بن الزبير؛
«أن النبي صلى الله عليه وسلم كانت في يده سفرجل فجاء طلحة فقال: دونكها يا أبا محمد فإنها تجم الفؤاد».
وقد روي أن النبي صلى الله عليه وسلم أعطاها ابن عباس.
- فَرَوَى الحَسن بن عَلِي الرَّقِّيُّ، عَن مَخلَدِ بنِ يَزِيدَ الحَرانِيُّ، عَن ابنِ جُرَيجٍ، عَن عَطاءٍ، عَن ابنِ عَباسٍ، قال:
«دَخَلتُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وبِيَدِهِ سَفَرجَلَةٌ، فَقال: دُونَكَها، فَإِنَّها تُزَكِّي الفُؤادَ».
قال ابن حِبَّان: ليس هَذا من حديث ابن جريج ولا عطاء، ولا ابن عَباس، وإنما يروى من حديث ولد طَلحَة وهو شبه لا شيء فَلَيس للخبر مدار يرجع إليه.
.حديث في ذكر النبق:
- أَخبرنا عَبد الرَّحمَن بن مُحَمد القَزازُ، قال: أَخبرنا أَحمد بن عَلِي بنِ ثابتٍ، قال: أَخبرنا القاضِي أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بن عَبدِ الله بنِ إِبراهِيم الهاشِمِيُّ، قال: حَدَّثنا أَبُو عَمرٍو مُوسَى بن إِسماعِيل القاضِي، قال: حَدَّثنا يُوسُفُ بن يَعقُوب القاضِي، قال: حَدَّثنا مُحَمد بن أَبِي بَكرٍ المُقَدَّمِيُّ، قال: حَدَّثنا بَكرُ بن بَكارٍ، قال: حَدَّثنا ورقاءُ، عَن ابنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَن مُجاهِدٍ، عَن ابنِ عَباسٍ، قال: قال رَسول الله صلى الله عليه وسلم:
«لَما أَهبَطَ اللَّهُ تَعالَى آدَمَ إِلَى الأَرضِ كان أَوَّلُ ما أَكَلَ مِن ثِمارِها النَّبَقَ».
قال المُؤَلِّفُ: هَذا حديث لاَ يَصِحُّ.
قال يَحيَى بن مَعِين: بَكر بن بكار ليس بشَيءٍ.
.حديث في النهي عن قطع السدر:
- أَنبَأَنا عَبد الوَهابِ بن المُبارَكِ، قال: أَخبرنا مُحَمد بن المُظَفَّرِ، قال: أَخبرنا العَتِيقِيُّ، قال: حَدَّثنا يُوسُفُ بن أَحمد، قال: حَدَّثنا العُقَيلِيُّ، قال: حَدَّثنا مُحَمد بن الحَجاجِ بنِ يُوسُفَ الحَمِيرِيُّ، قال: حَدَّثنا زَيدُ بن أَخزَمَ، قال: حَدَّثنا يَحيَى بن الحارِثِ الطائِيُّ، عَن أَخِيهِ زَهدَمِ بنِ الحارِثِ، عَن بَهزِ بنِ حَكِيمٍ، عَن أَبِيه، عَن جَدِّهِ،
«أَنّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَعَنَ قاطِعَ السِّدرِ».
حديث آخَرُ:
- رَوَى عُبَيدُ الله بن مُوسَى، عَن ابنِ جُرَيجٍ، عَن عمرو بنِ دِينارٍ، عَن الزُّبَيرِ، عَن النَّبِيِّ صَلى الله عَليه وسَلمَ قال:
«مَن قَطَعَ سِدرَةً صَبَّ اللَّهُ عَلَيهِ العَذابَ فَوقَ رَأسِهِ صَبًّا».
قال المُؤَلِّفُ: هَذان حديثان لا يصحان.
أما الأول:
فقال العقيلي: يَحيَى لا يصح حديثه.
وأما الثاني: فَإِن إسناده يختلف.
قال الدارقطني: وقد رُوِيَ من حديث عائِشَة رَضِيَ الله عَنها، عن النبي صَلى الله عَليه وسَلمَ، والأشبه بالصواب أنه من قول عروة.
قال العُقَيلي: والرواية فِي هَذا الباب فيها اضطراب وضعف ولا يصح فِي قطع السدر شيء:
وقال أَحمَد بن حنبل: ليس فِيهِ حديث صحيح، وكان بعد هَذا يكره قطعه وقد تأول ذلك سُفيان بن عيينة بأن المراد سدر الحرم.
.حديث في فضل الزبيب:
- أَنبَأنا ابن خَيرُونَ، قال: أَنبَأَنا الجَوهَرِيُّ، عَن الدارَقُطنِيِّ، عَن أَبِي حاتم ابن حِبَّان، قال: حَدَّثنا ابن قُتَيبة، قال: حَدَّثنا سَعِيدُ بن زِيادِ بنِ قائِدٍ، عَن أَبِيه، عَن جَدِّهِ زِيادِ بنِ أَبِي هِندٍ، عَن أَبِيه، قال:
«أُهدِيَ إِلَى رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم طَبَقٌ مِن عِنَبٍ مُغَطَّى فَكَشَفَ عَنهُ الثَّوبَ، ثُمَّ قال: كُلُوا بِسمِ الله، نِعمَ الطَّعامُ الزَّبِيبُ، يَشُدُّ الصَّعبَ، ويُذهِبُ الوَصَبَ، ويُطفِئُ الغَضَبَ، ويُطَيِّبُ النَّكهَةَ، ويُذهِبُ البَلغَمَ، ويُصَفِّي اللَّونَ».
قال المُؤَلِّفُ: هَذا حديث لاَ يَصِحُّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال ابن حِبَّان: تفرد به سَعِيد هَذا فلا أدري البلاء منه أو من أَبِيه أو من جَدّه.
.حديث في تفضيل بعض الثمر على بعض:
- أَخبرنا القَزازُ، قال: أَخبرنا أَحمد بن عَلِي، قال: أَخبرنا أَحمد بن عَبدِ الله بنِ الحُسَينِ المَحامِلِيُّ، قال: وجَدتُ فِي كِتابِ جَدِّي الحُسَينُ بن إِسماعِيل بِخَطِّ يَدِهِ، قال: حَدَّثنا مَحمُودُ بن خِداشٍ، قال: حَدَّثنا سَيفُ بن مُحَمد، قال: حَدَّثنا الأَعمَشُ، عَن أَبِي صالِحٍ، عَن أَبِي هُرَيرَةَ، قال: قال رَسول الله صلى الله عليه وسلم:
«{وَنُفَضِّلُ بَعضَها عَلَى بَعضٍ فِي الأُكُلِ} قال: الدَّقَلُ، والفارِسِيُّ، والحُلوُ، والحامِضُ».
قال المُؤَلِّفُ: هَذا حديث لاَ يَصِحُّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسيف متفق على كذبه.
قال أَحمَد بن حنبل: كان يضع الحديث.
.حديث في الحذر في شرب اللبن:
- أَخبرنا ابن الحُصَينِ، قال: أَخبرنا ابن المُذهِبِ، قال: أَخبرنا القَطِيعِيُّ، قال: حَدَّثنا عَبد الله بن أَحمد، قال: حَدَّثَنِي أَبِي، قال: حَدَّثنا الأَشيَبُ، قال: أَخبرنا ابن لَهِيعَةَ، قال: حَدَّثَنِي يَحيَى بن عَبدِ الله، عَن أَبِي عَبدِ الرَّحمَن الحُبُلِيِّ، عَن عَبدِ الله بنِ عَمرٍو، قال: قال رَسول الله صلى الله عليه وسلم:
«لا أَخافُ عَلَى أُمَّتِي إِلاَّ اللَّبَنَ، فَإِنَّ الشَّيطانَ بَينَ الرَّغوَةِ والصَّرِيحِ».
قال المُؤَلِّفُ: وهذا حديث لا يصح وابن لَهِيعة ذاهب الحديث.
.حديث في الثوم:
- أَنبَأَنا مُحَمد بن عَبدِ المَلِك، قال: أَنبَأَنا الجَوهَرِيُّ، عَن الدارَقُطنِيِّ، قال: حَدَّثنا مُحَمد بن مَخلَدٍ، قال: حَدَّثنا الحَسن بن عَرَفَةَ، قال: حَدَّثنا مُحَمد بن مَروانَ، عَن مُسلِمٍ، عَن حَبَّةَ، عَن عَلِي بنِ أَبِي طالِبٍ، قال: قال لِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:
«يا عَلِيُّ، كُلِ الثُّومَ، فَلَولا أَنَّ المَلَكَ يَأتِنِي لأَكَلتُهُ».
قال الدارقطني: هَذا حديث مما أنكر على حبة بن جون وهو ضعيف.
قال يَحيَى: ليس حديثه بشَيءٍ.
وقال السعدي: غير ثقة.
.حديث في أكل لحم الخيل:
- أَخبرنا ابن الحُصَينِ، قال: أَخبرنا ابن المُذهِبِ، قال: أَخبرنا أَحمد بن جَعفر، قال: حَدَّثنا عَبد الله بن أَحمد، قال: حَدَّثَنِي أَبِي، قال: حَدَّثنا يَزِيدُ بن عَبدِ رَبِّهِ، قال: حَدَّثنا بَقِيَّةُ بن الوَلِيدِ، عَن ثَورِ بنِ يَزِيدَ، عَن صالِحِ بنِ يَحيَى بنِ المِقدامِ بنِ مَعدِي كَرِبَ، عَن أَبِيه، عَن خالِدِ بنِ الوَلِيدِ، قال:
«نَهَى رَسول الله صلى الله عليه وسلم عَن أَكلِ لُحُومِ الخَيلِ والبِغالِ والحَمِيرِ».
قال المُؤَلِّفُ: قال أَحمَد بن حنبل: هَذا حديث منكر وبقية من المدلسين يحدث عن الضعفاء، ويحذف ذكرهم فِي أوقات.
وقال مُوسَى بن هارون: لا يعرف صالح ولا أَبُوهُ إلا بجده.
وقد روى مُحمد بن شجاع الثلجي، عن الواقدي، عن ثور بن يزيد، فقال فِيهِ: حضرت رسول الله صَلى الله عَليه وسَلمَ بخيبر، يقول:
«حرام أكل لحوم الحمر الأهلية والخيل والبغال»والثلجي كذاب يضع الحديث ولا يكاد يشك أن هَذا عمله لأنه يريد أن ينصر مذهبه فِي المنع من لحوم الخيل، ومن قلة حمله أحال القصة على خالِد بن الوَلِيد.
قال البُخارِيّ: خالِد لم يشهد خيبر.
وكذا قال أَحمَد بن حنبل لم يشهد خيبر إنما أسلم قبل الفتح.
حديث آخَرُ فِي ذَلِكَ:
- رَوَى عِكرَمَةُ بن عَمارٍ، عَن يَحيَى بنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَن جابِرٍ،
«أَنّ النَّبِيَّ صَلى الله عَليه وسَلمَ نَهَى عَن لُحُومِ الخَيلِ».
قال أَحمَد: عكرمة لا يقيم إسناد هَذا الحديث فمرة يرسله ومرة عن جابِر، ومرة عن أَبِي هريرة، وقد راوَه بعض أصحابنا عن عكرمة فذكر لحوم الحمر لا لحوم الخيل.
وقال يَحيَى بن سَعِيد: أحاديث عكرمة بن عمار ضعاف وليست بصحاح.
.حديث في لحم الضب:
- رَوَى إِسماعِيلُ بن عَياشٍ، عَن ضَمضَمِ بنِ زُرعَةَ، عَن شُرَيحِ بنِ عُبَيدٍ، عَن أَبِي راشِدٍ الحَبرانِيِّ، عَن عَبدِ الرَّحمَن بنِ شِبلٍ،
«أَنّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَن أَكَلِ لَحمِ الضَّبِّ».
قال المُؤَلِّفُ: هَذا حديث لاَ يَصِحُّ، وإسماعيل بن عياش ضعيف.
- وقَد راوَهُ خالِدُ بن يَزِيدَ القَسرِيُّ، عَن مُحَمد بنِ سُوقَةَ، عَن سَعِيدِ بنِ جُبَيرٍ، عَن عائِشَةَ، قالت:
«نَهَى رَسول الله صلى الله عليه وسلم عَن أَكلِ لَحمِ الضَّبِّ».
قال أَبُو حاتِمٍ الرازي: خالِد ليس بقوي.
.حديث في لحم الأرنب:
- رَوَى عَبد الكَرِيمِ بن أَبِي المُخارِقِ، عَن حِبانَ بنِ جزءٍ، عَن أَخِيهِ خُزَيمَةَ بنِ جزءٍ،
«أَنَّهُ سُئِلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَن الأَرنَبِ، فَقال: لا آكُلُهُ ولا أُحَرِّمُهُ».
قال المُؤَلِّفُ: وهذا لا يصح، لأن عَبد الكريم قد رماه أيوب السختياني بالكذب.
وقال أَحمَد، ويحيى: ليس بِشيءٍ.
وقال الدارقطني: متروك .
.حديث في ذكر المعز:
- أَخبرنا إِسماعِيلُ بن أَحمد، قال: أَخبرنا ابن مَسعَدَةَ، قال: أَخبرنا حَمزَةُ بن يُوسُفَ، قال: حَدَّثنا ابن عَدِيٍّ، قال: حَدَّثنا الفَضلُ بن عَبدِ الله بنِ سُلَيمانَ الأَنطاكِيِّ، قال: حدثنا عَبد الوَهابِ بن الضَّحاكِ، قال: حَدَّثنا إِسماعِيلُ بن عَياشٍ، عَن ابنِ جريج، عَن أَبِي الزُّبَيرِ، عَن جابِرٍ، قال:
«رَأَيتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يُمسِكُ بِأُذُنِ التَّيسِ وهو يَقُولُ: ما كُنتَ ذَكَرًا مِنَ الضَّأنِ، ولا كُنتَ أُنثَى مِنَ المَعَزِ، ولَقَدِ اجتَمَعَ فِيكَ كُلُّ شَيءٍ».
قال ابن عدي: هَذا حديث معضل منكر بهذا الإسناد لا يرويه غير ابن عياش، عن ابن جريج وغلط فِيهِ عليه، وإنما راوَه ابن جريج، قال: حدثت، عن عكرمة، عن ابن عَباس، أن سعد بن أَبِي وقاص مر بتيس فأخذ بأذنه وقال هَذا الكلام.
وقال المُؤَلِّفُ، قلت: كان ابن عياش قد تغير حفظه فكان يخلط فِي آخر عمره، وقد اتفق فِي هَذا الإسناد عَبد الوهاب.
قال العُقَيلي: هو متروك الحديث.
وقال ابن حِبَّان: كان يسرق الحديث لا يحل الاحتجاج به.
.حديث في أكل السنور:
- أَخبرنا الكَرُوخِيُّ، قال: أَخبرنا الأَزدِيُّ، والغُورَجِيُّ، قالاَ: أَخبرنا ابن أَبِي الجَراحِ، قال: حَدَّثنا ابن مَحبُوبٍ، قال: حَدَّثنا التِّرمِذِيُّ، قال: حَدَّثنا يَحيَى بن مُوسَى، قال: حَدَّثنا عَبد الرَّزاقِ، قال: أَخبرنا عُمر بن زَيد الصَّنعانِيُّ، عَن أَبِي الزُّبَيرِ، عَن جابِرٍ، قال:
«نَهَى رَسول الله صلى الله عليه وسلم عَن أَكلِ الهِرِّ وثَمَنِهِ».
قال الترمذي: هَذا حديث غريب وعمر بن زَيد لا يعرف روى عَنهُ غير عَبد الرزاق.
وقال المُؤَلِّفُ: قال أَبُو حاتِمٍ ابن حِبَّان: عُمَر ينفرد بالمناكير عن المشاهير حَتَّى خرج عن حَدِّ الاحتجاج به.
.حديث في ذكر الشاة:
- أَنبَأَنا إِسماعِيلُ بن أَحمد، قال: أَخبرنا ابن مَسعَدَةَ، قال: أَخبرنا حَمزَةُ بن يُوسُفَ، قال: حَدَّثنا ابن عَدِيٍّ، قال: حَدَّثنا الهَيثَمُ الدُّورِيُّ، قال: حَدَّثنا عِصمَةُ بن الفَضلِ، قال: حَدَّثنا حَرَمِيُّ بن عِمارَةَ، قال: حَدَّثنا زَربِيُّ، عَن ابنِ سِيرِينَ، عَن ابنِ عُمر، عَن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قال:
«الشاةُ مِن دَوابِّ الجَنَّةِ».
قال المُؤَلِّفُ: هَذا حديث لاَ يَصِحُّ.
قال ابن حِبَّان: زربي يروي ما لا أصل له.
.حديث فيما هو بركة في الشاة:
- أَخبرنا عَبد الرَّحمَن بن مُحَمد، قال: أَخبرنا أَحمد بن عَلِي الحافِظُ، قال: أَخبرنا ابن الحُسَينِ النِّعالِيُّ، قال: حَدَّثنا أَحمد بن نَصرٍ الذَّارعُ، قال: حَدَّثنا أَبُو عَلِي زُفَرُ بن وهبِ بنِ عَطاءٍ الأَصبَهانِيُّ، قال: حَدَّثنا مُحَمد بن حَربٍ، قال: حَدَّثنا داوُدُ بن مُحَبَّرٍ، قال: حَدَّثنا صُغدِيُّ بن سِنانٍ، عَن قَتادَةَ، عَن أَنَسٍ، قال: قال رَسول الله صلى الله عليه وسلم:
«الشاةُ بَرَكَةٌ، والبِئرُ بَرَكَةٌ، والتَّنُّورُ بَرَكَةٌ، والقَداحَةُ بَرَكَةٌ».
قال المصنف: هَذا حديث لاَ يَصِحُّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قد اجتمع فِيهِ صغدي.
قال يَحيَى: ليس بِشيءٍ.
وداود بن محبر.
قال أَحمَد، والبخاري: هو شبه لا شيء، وزفر بن وهب هو مجهول.
والذارع.
قال الدارقطني: كذاب دجال، وقد روى حسان بن سياه، عن ثابت، عن أَنَس،
«أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لبعض أهلنا: فِي بيتك بركة؟ قال: وما ذاك؟ قال: شاة».
غير أن حسان بن سياه قد ضعفوه.
وقال ابن حِبَّان: يأتي عن الثقات بما لا يشبه حديث الأثبات.
.حديث في أكل السمك:
- أَنبَأنا ابن ناصِرٍ، قال: أَخبرنا أَبُو غالِبٍ الباقِلانِيُّ، قال: أَخبرنا البَرقانِيُّ، قال: حَدَّثنا الدارقُطني، قال: رَوَى عَبد الله وعَبد الرَّحمَن وأُسامَةُ بَنُو زَيدِ بنِ أَسلَمَ، عَن ابنِ عُمر، عَن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قال:
«أُحِلَّت لَنا مَيتَتانِ».
وخالفهم سُلَيمان بن بلال رواه عن زَيد بن أسلم، عن ابن عُمَر موقوفًا، وهو أصح، وقد راوَه المسور بن الصلت، عن زَيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أَبِي سَعِيد، عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم ولا يصح هَذا القول، والمسور ضعيف.
وقال المُؤَلِّفُ، قلت: المسور قد كذبه أَحمَد بن حنبل.
وقال ابن حِبَّان: يروي عن الثقات الموضوعات لا يجوز الاحتجاج به.
.حديث في الطافي:
قال ابن عَدِيٍّ:
- رَوَى إِسماعِيلُ بن عَياشٍ، عَن عَبدِ العَزِيزِ بنِ عُبَيد الله بنِ حَمزَةَ، عَن وهبِ بنِ كَيسانَ ونُعَيمِ بنِ عَبدِ الله، عَن جابِرٍ، عَن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قال:
«كُلُوا ما حَسَرَ عَنهُ البَحرُ، وما أَلقَى، وما وجَدتُمُوهُ مَيِّتًا طافِيًا فَوقَ الماءِ فَلا تَأكُلُوهُ».
قال ابن عدي: هَذا إنما يرفعه عَبد العَزِيز وأحاديثه كلها مناكير، وقد ضعفه يَحيَى.
.حديث في حبس الأطيار ذوات الأصوات والألوان:
- أَخبرنا مُحَمد بن عَبدِ الله بنِ نَصرٍ، قال: أَخبرنا عَبد الله بن عَلِي بنِ بَكرِيِّ، قال: أَخبرنا عَلِيُّ بن مُحَمد بنِ بِشرانَ، قال: أَخبرنا إِسماعِيلُ بن مُحَمد الصَّفارُ، قال: حَدَّثنا سَعدانُ بن نَصرٍ، قال: حَدَّثنا مُوسَى بن داوُدُ، قال: حَدَّثنا مندَلٌ، عَن ابنِ أَبِي رافِعٍ، عَن عائِشَةَ، قالت:
«كان يُهدَى إِلَيَّ النِّمارِيُّ والدَّباسِيُّ عَلَى عَهدِ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم فَأَمسكهُنَّ».
قال المُؤَلِّفُ: هَذا حديث لاَ يَصِحُّ، ومندل قد ضعفه أَحمَد، ويحيى.
وقال ابن حِبَّان: كان يرفع المراسيل، ويسند الموقوفات من سوء حفظه فاستحق الترك.
قال يَحيَى بن مَعِين: وابن أبي رافع ليس بِشيءٍ.
وقد قال الدارقطني فِي كتاب العلل: إن عروة روى عن عائِشَة،
«أنها كانت تحب الحمام المفصصة».
قال: وذكر لأحمد بن حنبل أن الحماني رفعه فقال: هَذا كذب.
.حديث في التمر:
- رَوَى عَبد الرَّحمَن بن قَيسٍ الضَّبِّيُّ، عَن عَبدِ الرَّحِيمِ بنِ كَردَمٍ، عَن الزُّهرِيِّ، عَن عُروَةَ، عَن عائِشَةَ، عَن رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم: بَيتٌ لا تَمرَ فِيهِ جِياعٌ أَهلُهُ.
قال البُخارِيّ: ذهب حديث عَبد الرَّحمَن.
وقال أَحمَد: لم يكن بشَيءٍ.
وأما عَبد الرحيم:
فقال أَبُو حاتم الرازي: مجهول.
.حديث في طهارة البيض والأنفحة:
- رَوَى بِشرُ بن إِبراهِيم الأَنصارِيُّ، عَن الأَوزاعِيِّ، عَن يَحيَى بنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَن أَبِي سَلَمَةَ، عَن أَبِي هُرَيرَةَ، عَن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:
«مُضغَتانِ لا تَمُوتانِ الأَنفَحَةُ والبَيضُ».
قال المُؤَلِّفُ: هَذا حديث لاَ يَصِحُّ.
قال ابن حِبَّان: بشر بن إِبراهِيم يضع الحديث على الثقات، لا يحل ذكره فِي الكتب إلا على سبيل القدح.
.حديث في ذكر الخبيص:
- أَخبرنا عَبد الرَّحمَن بن مُحَمد القَزازُ، قال: أَخبرنا أَحمد بن عَلِي بنِ ثابتٍ، قال: حَدَّثنا مُحَمد بن عَبدِ الله بنِ شَهرَيارَ، قال: أَخبرنا سُليمان بن أَحمد الطَّبَرانِيُّ، قال: حَدَّثنا مُحَمد بن أَحمد بنِ الوَلِيدِ، قال: حَدَّثنا مُحَمد بن أَبِي السُّرِّيِّ، قال: حَدَّثنا الوَلِيدُ بن مُسلِمٍ، قال: حَدَّثَنِي مُحَمد بن حَمزَةَ بنِ حَمزَةَ بنِ يُوسُفَ بنِ عَبدِ الله بنِ سَلامٍ، عَن أَبِيه، عَن جَدِّهِ، قال:
«خَرَجَ رَسول الله صلى الله عليه وسلم إِلَى المَربِدِ، فَرَأَى عُثمانَ بنَ عَفانَ يَقُودُ ناقَةً تَحمِلُ دَقِيقًا وسَمنًا وعَسَلاً، فَقال لَهُ رَسول الله صلى الله عليه وسلم: أَنِخ، فَأَناخَ، فَدَعا بِبُرمَةٍ، فَجَعَلَ فِيها مِنَ السَّمنِ والعَسَلِ والدَّقِيقِ، ثُمَّ أَمَرَ فَأُوقِدَ تَحتَها حَتَّى نَضَجَ، ثُمَّ قال: كُلُوا، فَأَكَلَ مِنهُ رَسول الله صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ قال: هَذا شَيءٌ يَدعُوهُ أَهلُ فارِسَ الخَبِيصَ».
قال المُؤَلِّفُ: هَذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، تفرد به الوَلِيد وكان يسقط الضعفاء من الإسناد ويدلس.
.حديث في ذم كثرة الأكل:
- أَنبَأَنا مُحَمد بن عَبدِ المَلِك، قال: أَنبَأَنا الجَوهَرِيُّ، عَن الدارَقُطنِيِّ، عَن أَبِي حاتم ابن حِبَّان، قال: حَدَّثنا أَحمد بن عَبدِ الله الدَّقاقُ، قال: حدثنا أَبُو نُعَيمٍ الحَلَبِيُّ، قال: حَدَّثنا مُحَمد بن جابِرٍ الحَلَبِيُّ، عَن تَمامِ بنِ نَجِيحٍ المَلطِيِّ، عَن الحَسَنِ، عَن أَنَسٍ، عَن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قال:
«أَصلُ كُلِّ داءٍ البَردُ».
قال المُؤَلِّفُ: كذا رُوِيَ لنا وإنما هو البردة وهي التخمة.
وقال ابن حِبَّان: تمام منكر الحديث يروي أشياء موضوعة عن الثقات كأنه المتعمد لها.
وقال ابن عدي: ليس بثقة.
وقال الدارقطني: مُحمد بن جابِر وتمام ضعيفان.
وقد روى عباد بن مَنصُور، عن الحَسَن من قوله، وهو أشبه بالصواب.
.حديث في أكل ما يسقط من الخوان:
- أَخبرنا أَبُو مَنصُور القَزازُ، قال: أَخبرنا أَبُو بَكرٍ أَحمد بن ثابتٍ، قال: أَخبرنا عَلِيُّ بن أَحمد بنِ عُمر المُقرِئُ، قال: حَدَّثنا أَبُو القاسِمِ أَحمد بن الحَسَنِ الوَراقُ، قال: حَدَّثنا إِبراهيم بن عَبدِ الصَّمد الهاشِمِيُّ، قال: حَدَّثَنِي أَبِي، قال: حدثتنا زينب بنت سليمان بن علي بن عبد الله، قالت: حدثني أبي، عَن أَبِيه، عَن ابنِ عَباسٍ، قال: قال رَسول الله صلى الله عليه وسلم:
«مَن أَكَلَ مِما يَسقُطُ مِنَ الخِوانِ نُفِيَ عَنهُ الفَقرُ، ونُفِيَ عَن ولَدِهِ الحُمقُ».
قال المُؤَلِّفُ: هَذا حديث لاَ يَصِحُّ.
قال أَبُو بَكر الخطيب: عَبد الصمد قد ضعفوه.
.حديث في غسل اليد:
- أَخبرنا أَبُو مَنصُور القَزازُ، قال: أَخبرنا أَبُو بَكرٍ أَحمد بن عَلِي، قال: أَخبرنا الحَسن بن أَبِي طالِبٍ، وعُبَيدُ الله بن أَبِي الفَتحِ، قالاَ: حَدَّثنا أَبُو العَباسِ أَحمد بن مُحَمد بنِ زَكَرِيا النَّسَوِيُّ، قال: حَدَّثنا خَلَفُ بن مُحَمد بنِ إِسماعِيل الخَيامُ، قال: حَدَّثنا سَهلُ بن شاذَوَيهِ، قال: حَدَّثنا جَلوانُ بن سَمُرَةَ، قال: حَدَّثنا عِصامُ أَبُو مُقاتِلٍ، عَن عِيسَى بنِ مُوسَى غنجارٍ، عَن عَبدِ العَزِيزِ بنِ أَبِي رَوادٍ، عَن نافِعٍ، عَن ابنِ عُمر، قال: قال رَسول الله صلى الله عليه وسلم:
«انزِعُوا الطُّسُوسَ، وخالِفُوا المَجُوسَ».
قال المُؤَلِّفُ: هَذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأكثر رواته ضعفاء ومجاهيل.
.كتاب الأشربة:
.حديث في الشرب في نفس واحد:
- أَخبرنا مُحَمد بن ناصِرٍ، قال: أَخبرنا أَبُو مَنصُور مُحَمد بن أَحمد الخَياطُ، قال: حَدَّثنا أَبُو بَكرِ بن الأَخضَرِ، قال: حَدَّثنا ابن شاهِينَ، قال: حَدَّثنا مُحَمد بن عَلِي بنِ حَمزَةَ الأَنطاكِيُّ، قال: حَدَّثنا أَبُو أُمَيَّةَ الطَّرسُوسِيُّ، قال: حَدَّثنا عَبد الله بن مُوسَى، حَدَّثنا أَبانُ بن يَزِيدَ، عَن يَحيَى بنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَن إِسحاقَ بنِ عَبدِ الله بنِ أَبِي طَلحَةَ، عَن عَبدِ الله بنِ أَبِي قَتادَةَ، عَن أَبِيه، قال: قال رَسول الله صلى الله عليه وسلم:
«إِذا شَرِبَ أَحَدُكُم فَليَشرَب فِي نَفَسٍ واحِدٍ».
قال المُؤَلِّفُ: هَذا حديث لاَ يَصِحُّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان يَحيَى بن سَعِيد لا يروي عن أبان بن يزيد، وأخاف أن يكون اللفظ انقلب فيكون: ولا يشرب فرووه فليشرب، وفِي الصحيحين
«أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتنفس فِي الإناء ثلاثًا».
.حديث في من شرب خمر:
- أَخبرنا عَبد المَلِك بن أَبِي سَهلٍ الكَرُوخِيُّ، قال: أَخبرنا أَبُو عامِرٍ الأَزدِيُّ، وأَبُو بَكرٍ الغُورَجِيُّ، قالاَ: حَدَّثنا الجَراحِيُّ، قال: حَدَّثنا المَحبُوبِيُّ، قال: حَدَّثنا التِّرمِذِيُّ، قال: حَدَّثنا قُتَيبَةُ، قال: حَدَّثنا جَرِيرٌ، عَن عَطاءِ بنِ السائِبِ، عَن عَبدِ الله بنِ عُبَيد بنِ عُمَيرٍ، عَن أَبِيه، قال: قال عَبد الله بن عُمر، قال رَسول الله صلى الله عليه وسلم:
«مَن شَرِبَ الخَمرَ لَم تُقبَل لَهُ صَلاةٌ أَربَعِينَ صَباحًا، فَإِن تابَ تابَ اللَّهُ عَلَيهِ، فَإِن عادَ لَم يُقبَل لَهُ صَلاةٌ أَربَعِينَ صَباحًا، فَإِن تابَ تابَ اللَّهُ عَلَيهِ، فَإِن عادَ لَم يُقبَل لَهُ صَلاةٌ أَربَعِينَ صَباحًا، فَإِن تابَ لَم يَتُبِ اللَّهُ عَلَيهِ، وسَقاهُ مِن نَهَرِ الخَبالِ، قِيلَ: يا أَبَا عَبدَ الرَّحمَن، وما نَهَرُ الخَبالِ؟ قال: نَهَرٌ مِن صَدِيدِ أَهلِ النارِ».
قال المُؤَلِّفُ: هَذا حديث لا يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وفيه: عطاء بن السائب، وكان قد اختلط فِي آخر عمره.
وقال يَحيَى بن مَعِين: لا يحتج به بحديثه.
حديث آخَرُ فِي ذَلِكَ:
- أَخبرنا إِسماعِيلُ بن أَحمد، قال: أَخبرنا ابن مَسعَدَةَ، قال: أَخبرنا حَمزَةُ بن يُوسُفَ، قال أَبُو أَحمد ابن عَدِيٍّ، قال: حَدَّثنا مُحَمد بن أَحمد بنِ عَبدِ الواحِدِ الصُّورِيُّ، قال: حَدَّثنا مُوسَى بن أَيُّوبَ، قال: حَدَّثنا أَبُو عِصامٍ رَوادٌ، عَن الحَسَنِ بنِ عِمارَةَ، عَن أَبِيه، عَن ابنِ أَبِي أَوفَى، قال: قال رَسول الله صلى الله عليه وسلم:
«شارِبُ الخَمرِ كَعابِدِ اللاَّتِ والعُزَّى، قال: الَّذِي يَشرَبُ ولا يَستَفِيقُ مِنهُ، قال: الَّذِي يَشرَبُهُ كُلَّما وجَدَ ولَو بَعدَ حَولٍ».
قال المُؤَلِّفُ: هَذا حديث لاَ يَصِحُّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال شُعبَة: الحَسَن بن عمارة كذاب يحدث بأحاديث قد وضعها.
وقال يَحيَى: هو كذاب.
وقال أَحمَد، والنسائي، والفلاس، ومسلم بن الحجاج، والدارقطني: متروك.
.حديث في مدمن الخمر:
فيه: عن ابن عباس، وأبي هريرة.
.فَأَما حديث ابن عباس:
- وحدثنا ابن الحُصَينِ، قال: أَخبرنا ابن المُذهِبِ، قال: أَخبرنا أَحمد بن جَعفر، قال: حَدَّثنا عَبد الله بن أَحمد، قال: حَدَّثَنِي أَبِي، قال: حَدَّثنا أَسوَدُ بن عامِرٍ، عَن الحَسَنِ يَعنِي ابنَ صالِحٍ، عَن مُحَمد بنِ المُنكَدِرِ، قال: حُدِّثتُ عَن ابنِ عَباسٍ، أَنَّهُ قال: قال رَسول الله صلى الله عليه وسلم:
«مُدمِنُ الخَمرِ إِنَّ ماتَ لَقِيَ اللَّهَ كَعابِدِ وثَنٍ».
قال المُؤَلِّفُ: الراوي، عن ابن عَباس مجهول.
والحسن بن صالح.
قال ابن حِبَّان: ينفرد عن الثقات بما لا يشبه حديث الأثبات.
.وَأَما حديث أَبِي هُرَيرَةَ:
- أَخبرنا مُحَمد بن عَبدِ المَلِك، قال: أَخبرنا إِسماعِيلُ بن مَسعَدَةَ، قال: أَخبرنا حَمزَةُ، قال: أَخبرنا ابن عَدِيٍّ، قال: أَخبرنا أَبُو يَعلَى، قال: حَدَّثنا أَحمد بن حاتِمٍ الطَّوِيلُ، قال: حَدَّثنا مُحَمد بن سُلَيمانَ بنِ الأَصبَهانِيُّ قال: حَدَّثَنِي سُهَيلٌ، عَن أَبِي صالِحٍ، عَن أَبِي هُرَيرَةَ، قال: قال رَسول الله صلى الله عليه وسلم:
«مُدمِنُ الخَمرِ كَعابِدِ وثَنٍ».
قال المُؤَلِّفُ: وهذا لا يصح، تفرد به مُحمد بن سُلَيمان.
قال ابن عَدِي: مُحمد بن سُلَيمان مضطرب الحديث، وقد أخطأ فِي غير أشياء منه.
وقال أَبُو حاتم الرازي: لا يُحتج به.
وقال الدارقطني: خالفه سُلَيمان بن بلال فرواه عن سهيل، عن مُحمد بن عَبد الله، عن أَبِيه، عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم، قال ابن مريم عَنهُ.
قال: ورواه حَماد بن سلمة، عن عاصم، عن أَبِي صالح، عن عَبد الله بن عمرو من قوله.
وقال المُؤَلِّفُ، قلت: وهذا هو الصحيح والطريق التي قبله لا يثبت.
حديث آخَرُ فِي ذَلِكَ:
- أَنبَأَنا إِسماعِيلُ بن أَحمد، قال: أَخبرنا ابن مَسعَدَةَ، قال: أَخبرنا أَبُو عَمرٍو الفارِسِيُّ، قال: حَدَّثنا ابن عَدِيٍّ، قال: حَدَّثنا صَدَقَةُ بن مَنصُور، قال: حَدَّثنا عَبد الله بن عُمر، قال: حَدَّثنا عَبد الله بن خِراشٍ، عَن العَوامِ، عَن سَعِيدِ بنِ جُبَيرٍ، عَن ابنِ عَباسٍ، قال: قال رَسول الله صلى الله عليه وسلم:
«مَن لَقِيَ اللَّهَ مُدمِنَ خَمرٍ لَقِيَهُ عابِدَ وثَنٍ».
قال المُؤَلِّفُ: وهذا لا يصح، فَإِن العَوام مجروح.
قال البُخارِيّ: وعبد الله بن خراش منكر الحديث.
وقال أَبُو زرعة: ليس بشَيءٍ.
طَرِيقٌ آخَرُ:
- أَنبَأَنا الحَرِيرِيُّ، قال: أَنبَأَنا العُشارِيُّ، قال: حَدَّثنا الدارقُطني، قال: حَدَّثنا أَحمد بن إِسحاقَ بنِ البُهلُولِ، قال: حَدَّثنا عَلِيُّ بن سَعِيدِ بنِ مَسرُوقٍ، قال: حَدَّثنا المُعَلَّى بن هِلالٍ، عَن حَكِيمِ بنِ جُبَيرٍ، عَن سَعِيدِ بنِ جُبَيرٍ، عَن ابنِ عَباسٍ، أَنَّهُ قال: قال رَسول الله صلى الله عليه وسلم:
«مَن أُتِيَ وهو مُدمِنُ خَمرٍ كان كَعابِدِ وثَنٍ».
قال الدارقطني: تفرد به حكيم بن جُبَير، عن سَعِيد بن جُبَير، ولم يرو عَنهُ غير المعلى بن هلال.
قال المؤلف، قلت: هَذا القول من الدارقطني وهم فإنا قد رويناه عن العَوام، عن سَعِيد، وهذا الحديث لا يصح.
قال أَحمَد: حكيم بن جُبَير ضعيف الحديث مضطرب.
وقال السعدي: هو والمعلى كذابان.
قال ابن المديني، والنسائي: المعلى بن هلال كان يضع الحديث.
حديث آخَرُ:
- أَنبَأَنا هِبَةُ الله بن أَحمد الحَرِيرِيُّ، قال: أَنبَأَنا مُحَمد بن عَلِي بنِ الفَتحِ، قال: حَدَّثنا عَلِيُّ بن عُمر الدارقُطني، قال: حَدَّثنا أَحمد بن عِيسَى، قال: حَدَّثَنِي إِسحاقُ بن زُرَيقٍ، قال: حَدَّثنا عَبد المَلِك بن إِبراهِيم الجَدِّيُّ، قال: حَدَّثنا سَعِيدُ بن خالِدٍ الخُزاعِيُّ، قال: حَدَّثنا مُحَمد بن المُنكَدِرِ، عَن جابِرِ بنِ عَبدِ الله، قال: قال رَسول الله صلى الله عليه وسلم:
«مَن لَقِيَ عَزَّ وجَلَّ مُدمِنَ خَمرٍ لَقِيَهُ كَعابِدِ وثَنٍ».
قال الدارقطني: تفرد به سَعِيد عن ابن المنكدر، وقد ضعفه أَبُو حاتم، وأبو زرعة.
حديث آخَرُ:
- أَخبرنا إِسماعِيلُ بن أَحمد، قال: أخبرنا إِسماعِيلُ بن مَسعَدَةَ، قال: أَخبرنا حَمزَةُ بن يُوسُفَ، قال: أَخبرنا أَبُو أَحمد ابن عَدِيٍّ، قال: أَخبرنا الساجِيُّ، قال: حَدَّثنا مُحَمد بن مُوسَى، قال: حَدَّثنا يَزِيدُ بن زُرَيعٍ، قال: حَدَّثنا بِشرُ بن نُمَيرٍ، عَن القاسِمِ بنِ عَبدِ الرَّحمَن، عَن أَبِي أُمامَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قال:
«أَربَعَةٌ لا يَنظُرُ اللَّهُ تَعالَى إِلَيهِم: عاقٌّ، ومَنانٌ، ومُدمِنُ خَمرٍ، ومُكَذِّبٌ بِقَدَرٍ».
قال المُؤَلِّفُ: وهذا حديث لا يصح.
قال أَحمَد بن حنبل: ترك الناس حديث بشر بن نمير.
قال يَحيَى: ليس بِشيءٍ.
وقال ابن حِبَّان: والقاسم يروي عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم المعضلات.